شهر المثقف الألماني اليهودي الشهير "هنريك م برودر" إسلامه، بعد سلسلة طويلة من الكتابات
العدائية للإسلام والمسلمين.
وافادت الصحيفة الالكترونية الحرة
"بلا قيود" ان هنريك برودر صحفي مخضرم في مجلة دير شبيغل الألمانية ذات
الشعبية الكبيرة، وهو صاحب أكثر الكتب مبيعاً في ألمانيا عام 2007 بعنوان
"هاي .. أوروبا تستسلم" وحاصل على جائزة الكتاب الألماني للعام.
من أقواله الشهيرة قبل إسلامه: "لا
أريد لأوروبا أن تستسلم للمسلمين، عندما يقول وزير العدل الألماني أنه من
الممكن أن تكون الشريعة هي أساس القوانين.. فعلى أوروبا السلام؛ فالإسلام
أيدولوجية أصبحت مرتبطة بالعداء للحياة العصرية الغربية وأنصح الأوروبيين
الشباب بالهجرة، فأوروبا الآن لن تظل كذلك لأكثر من عشرين عاما .. أوروبا
تتحول للإسلام الديموغرافي .. نحن نمارس بشكل غريب نوعا من الإسترضاء رداً
على أفعال الأصوليين الإسلاميين".
وصاح الكاتب برودر "61 عاما" - بحسب
صحيفة "الأسبوع" المصرية :"هيا اسمعوني فقد أسلمت" .
وجاء إعلان إسلامه هذا نتيجة صراع
داخلي مرير مع نفسه لسنين طويلة في مقابلة مع إمام مسجد رضا في نيوكولن،
حيث ذكر بأنه ارتاح أخيرا للتخلص من كبت الحقيقة التي كانت تعصف بجوارحه.
وقال معقبا على سؤال حول تخليه عن
دينه اليهودي بأنه لم يدع دينا وإنما "عاد إلى إسلامه الذي هو دين كل
الفطرة التي يولد عليها كل إنسان".
أدى الكاتب الألماني الشهادة أمام
شاهدين وأصبح يدعى بهنري محمد برودر، وقال معقبا على ذلك بافتخار: " أنا
الآن عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين
للإهانة باستمرار وتنجم عنهم ردود أفعال على تلك الإهانات، وأنا سعيد
بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه".
وبحسب وكالات، قوبل إسلام هذا الكاتب
بترحاب كبير من المسلمين الذين كانوا يجدون فيه متهجما كبيرا علي عقائدهم
وتصرفاتهم، وإذا به ينقلب إلى رافض لتلك الجوائز الأدبية التي تمنح
"للمدافعين عن العقلية المعادية للسامية لدى اليهود أنفسهم" واستقبل
الكثيرون من مثقفي الألمان إعلانه الإسلام بمرارة بعد حربه الطويلة على
الإسلام واعتبر بعضهم هذا بمثابة صدمة للألمان الذين كانوا يقرأون بلهف ما
ينشره بغزارة.
وكتبت إقبال التميمي بصحيفة "الرياض"
السعودية أن برودر أحد أهم الكتاب المثيرين للجدل في ألمانيا الحديثة،
وكان يشكل قلقاً للمؤسسات الحكومية على امتداد 30عاماً نتيجة ما يكتبه.
كان كلا والديه من اليهود الناجين من
"المحرقة" البولندية، لكن برودر كان ناقداً شرساً في الماضي دافع عن كل ما
صدر عن يهود ألمانيا في أواخر العشرينيات، كما قام مؤخراً وقبل إسلامه
بجمع وترجمة أعماله إلى الانجليزية في 18 مجلداً من دراساته التي كان قد
نشرها بالألمانية منذ عام 1979، آخرها كان يتحدث عن القضايا التي حدثت بعد
هجمة الحادي عشر من ايلول /سبتمبر وما يتعلق بذلك الموضوع من "الحرب على
الإرهاب" وتأثير ذلك على الدول الأوروبية، وأهم أعماله متعلق باستقراء
الأوضاع في الشرق الأوسط .