لا تقل لي أحبك.. أخاف هذا الفرح كله.. تكلم بالإشارات وبالألغاز.. دعني اكتشف كل يوم قطرة من حبك..
لا تقل لي أحبك.. لأنني أخاف أن ابكي واجرح الهواء الذي ارتعش بصوتك.. واعكر الوقت الذي خان الأحزان..
لا تقل لي أحبك.. لأنني سأطير.. وتطير معي الأشياء التي عرفناها وأحببناها.. ويطير معي النوم واليقظة والإنشغال..
لا تقل أحبك.. أي كلمة سأجد للجواب؟؟! وفي أي القواميس ابحث وأي اللغات؟!
لا تقل أحبك.. كي لا تغار الأشجار والعصافير.. والورود... وكل هذا العالم الذي اغرق فيه..
لا تقل أحبك.. انتظر لكي استعد لهذا الخبر.. وأقفل النوافذ.. فلا تضيع من صوتك موجة ولا نغمة.. واوقف الساعة و اهرب من نهر الوقت ومن ظل النسيان.. انتظر لأدق الطبول وارمي اكليل الزهور في المياه وأعقد لأشجار اللوز والرمان شرائط الحرير..
لا تقل أحبك.. يجب أن انظف ذاكرتي من كلمات الحب التي قلتها.. يجب أن اغتسل من الأحزان .. وافتح خزائن ذكرياتي للرياح.. وامحو من دفاتري الكلمات..
لا تقل أحبك .. لأن الكلام يمشي في الهواء ويضيع.. واللحظة تغرق في بحر الأبد.. والحاضر يصبح ماضياً.. واللقاء يصبح خبراً..والحب يصبح قصة.. والقصة تصبح خرافة..
لا تقل أحبك.. فماذا سأنتظر بعد ذلك؟ وبماذا سأحلم؟ وبأي المخاوف أنسج شباك الهموم؟ وبأي الوساوس اسقي زهور الانتظار..؟
لا تقل أحبك.. اخترع كلمة جديدة.. انزع عن هذه الكلمة ثيابها القديمة وامح تاريخها.. فكم قالها مدع لعاشقة كطائش يلعب بمسدس محشو... وكم ألقاها صياد كطعم في صنارة قاتلة.. وكم غيرت من حياة وتركت من جراح..
لا تقل أحبك.. انتظر قليلاً حتى اخلع الخوف.. وانفض أشواك الشك.. وابني عمارة الأمل.. واتقوى بالتصديق..
لا تقل أحبك.. لأنني لا اعرف ماذا أقول وما أفعل..؟ هل أفرح أم احزن..؟ لأن النسيان مثل الطيور الكاسرة .. يجلس فوق شجرة الوقت.. هل ابكي أم اضحك..؟ لأن السعادة جسر متحرك وقد لا توصلنا إلى الطريق الآخر من الوادي.. ولا تبدأ من هذا الارتفاع الشاهق.. لأنني أخاف الهبوط ولا اجيد القفز..
لا تقل لي أحبك.. ولتكن مشروعك المؤجل كل يوم ووعدك المتجدد وسرك المخزون....!