فضل العمرة ]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". {رواه البخاري} وقد اختلف العلماء في المراد بالذنوب التي تكفرها العمرة، فذهب ابن عبد البر إلى أن المراد تكفير الصغائر دون الكبائر، وذهب البعض إلى تعميم ذلك، يقول الحافظ ابن حجر: وتكفير العمرة للذنوب مقيد بزمانها، وتكفير الاجتناب عام لعمر العبد كله فتغايرا، يقصد رحمه الله أن تكفير العمرة للذنوب في زمن القيام بها فقط أما اجتناب الكبائر فيكفر الذنوب، طيلة العمر، ومن فضل العمرة أنها تنفي الفقر كما تنفي الذنوب وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد". {رواه الترمذي} وفي الحديث استحباب متابعة الحجrوالعمرة، وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمرات؛ عمرة الحديبية في ذي القعدة حيث صده المشركون وعمرة في العام التالي في ذي القعدة حيث صالح المشركين، وعمرة الجعرانة وفيها وزع صلى الله عليه وسلم غنائم حنين، وعمرة مع حجته صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد، كما قال ابن الجوزي رحمه الله. ومن هنا كأن للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف، وقال ابن بطال: إن ثواب العمرة في رمضان يعدل ثواب الحج لكنه لا يقوم مقامه في إسقاط الفرض. وهنا اشكال أجاب عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر إلا في أشهر الحج وقد ثبت فضل العمرة في رمضان، فأيهما أفضل؟ فقال: الذي يظهر أن العمرة في رمضان لغيره صلى الله عليه وسلم أفضل أما ما صنعه فهو أفضل في حقه صلى الله عليه وسلم لأن فعله لبيان جواز ما كان أهل الجاهلية يمنعونه، فأراد الرد عليهم بالقول والفعل، وقال البعض: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل العمل وهو يحب أن يعمله خشية إن يفرض على الأمة شفقةً ورحمةً على أمته صلى الله عليه وسلم