توقف .. توقف .. !!! هكذا نادت راضية على سائق القطار .. متمنية أن يسمعها ويتوقف حتى تركب وتلتحق بزوجها...!
غادر القطار مسرعا.. آخذا اتجاه واحد .. بعدما وقف لربع ساعة في محطة المدينة ليأخذ المسافرون قسطا من الراحة ويتناولون شيئا، قبيل استئناف الرحلة..
الزوج لم ينتبه لإختفاء زوجته بسبب جلوسه في جناح الرجال وانعدام كل روابط الوصول والسؤال على زوجته التي تركب ولأول مرة القطار ولا تعرف شيئا عن السفر..
وقفت راضية .. جامدة اليدين .. وقلبها يرتجف في زنزانته .. لا تقوى على الحركة .. موجودة في مدينة غريبة عنها .. شاءت الأقدار أن مر صديق زوجها .. فلمحها .. وبادر بسؤالها عن زوجها .. لم تقوى على رفع رأسها أمامه .. خجلت منه كثيرا لأنها أول مرة تقف مع رجل غريب وفي مدينة غريبة .. سألها عن سبب وجودها هنا .. فردت عليه أنها ذهبت الحمام وعند عودتها وجدت القطار قد غادر وبقت وحيدة في هذه المدينة.. فعرض عليها المساعدة .. فكان قد حل الليل واكتست المدينة ظلاما.. فقبلت بالمبيت عند والدته .. التي أتى لزيارتها.. وفي الصباح أوصلها إلى المحطة .. ركبت القطار متجهة إلى بيتهم الجديد.. لمحها صديق آخر لزوجها فأخبر زوجها بما رآه.. انهار علي ولم يصدق ماقيل له..! فلما وصلت راضية المنزل أبرحها ضربا ولم يعطها فرصة للدفاع عن نفسها.. لم تفهم شيئا أخذت حقيبتها ورحلت إلى بيت والدها.. عند وصولها .. نظرات الناس إليها نظرات إتهام واستهزاء منها حتى تجرأ بعضهم على رشقها بالحجارة .. لم تعرف لماذا الناس تنظر لها بهذه الطريقة؟! وصلت المنزل .. نظرات والدها أبرحتها أرضا .. لم تصدق مارأته بأم أعينها .. وضعوها في قفص الإتهام دون السماع لإفاذتها .. فسألت والدتهاعن سبب اتهام الناس لها وتهجمهم عليها..؟
فقالت: وصلنا خبر أنك هربت مع صديق زوجك وأمضيت وقتا معه ...) لم تصدق ما سمعته .. ! توقعت أن يشك العالم بأسره في عفتها ، إلا زوجها ووالدها الذي رباها .. فكان أن مرضت ولم ينفع معها علاج أبدا.. أوصلوها إلى الجنون باختلاقهم لكذبة عتمت حياة عروس في أولى أيام ربيعها...